محمد أبو رحمة

<img src=
بصراحةٍ لمْ أجدْ الكثيرَ لأكتُبهُ عن نَفسيَ في هذه المِساحَة، أو بالأحرى لم أحاول أن أجد.
لولا أن السّادَةَ مُصمّميwordpress أشعروني بإلحَاحٍ أنّها ضّروريّة, ولكي أكون صادقا أكثر أقول أن هذا ما فهمته من محاولتي العشوائية لترجمة رسالة وردت الى إيميلي باللغة الإنجليزية تتضمن كلمة " أباوت يو " ففهمت أن تلك الكلمة ربما تعني " عنك" وبالتالي أنا مضطر لكتابة نبذة مختصرة عن ذاتي وإلا لن يقبلوا نشر المدونة , وهكذا وجدت نفسي أمام تجربة أولى للتعبير عن ذاتي ولم يسبق لي أن عشتها لأنني اهتممت دوما بالتعبيبر عن ذوات الآخرين.
بشَكلٍ عامٍ حاولتُ أنْ أتَهرّبَ مِنْ المُدوّنَةِ كُلّها، منذ أهْدَاهَا لِيَ أحَدُ الأصْدِقاءِ واخْتارَ اسْمَها ومَوقِعَها ثم قدّمَ لي الرّاِبطََ على طَبَقٍ من إيمِيلَ وقال لي:
" قمت بعمل مدونة لك"
منذ ذلك الوقت وأنا أتهرب من استكمال تكوين المدونة، لأنها بدت لي مخيفة ومربكة، أقصد تجربة القفز من زنزانة فضائية الى الكون.
ما علينا
بصراحة لم أتمكن من الوقوع في أحابيل الشبكة العنكبوتية في الوقت المناسب وهكذا عرفتها على عجل, مدفوعا بالتجاوب مع فرصة، لم تدم طويلا، أتيحت لي للنشر في صحيفة عربية، وما إن التقطتني شباكها حتى فقدت السيطرة على حاسوبي.
طبعا اكتشفت عدة أشياء تنقصني كي أتمكن من الإبحار في عوالمها كما ينبغي، من بينها أنني أجهل الكثير عن عالم الحاسوب ، وكذلك اللغة الإنجليزية. لكن الشبكة العتكبوتية غيرتني .
حين عرفتها صرت أقرأ الصحف دون أن أتعثر بالرصيف وأنا أبحث بين صفحاتها عما لم يتم نشره من مقالي.
حتى أنها ساعدتني على اكتشاف أنه ما من مقال أرسلته لصحيفة ونزل كما ينبغي، وما من مقال نزل الا وكان "سباعيا".
محذوف الفقرات، مفرنقع الكلمات، مستبدلة مفرداته،ملفقة بضع جمل في مقدمته وناقص ، ويحتاج الى عدة أيام في الخداج كي يكتمل ، ومفطوم قبل أوانه لأن أمه قاحلة.
غيريتني الإنتر نت ما أن أدير سهم الفأرة الى موقع حتى يهل أبوابا ومواقع وتصنيفات.
حتى أن الإنتر نت للمرة الأولى قد أتاحت لي أن أجادل من لا أعرفهم . لكنني على يقين أنهم موجودون في مكان ما ولو بأسماء غير التي يدعونها.
غيرتني الإنترنت وغيرتني فكرة اكتشاف كم من البشر يتوقون للتعبير عما يريدونه دون ان يتعرضوا للعقاب أو الفضيحة، وكم من البشر يسعون لإعادة انتاج ذواتهم على شكل كائنات من "دي أن أى" الكتروني شيفرته الوراثية من 01 10 .
كأن الإنترنت رحم كوني يحبل بالتنكر، مدة حمله ثوان فقط، يلد ذاته على شكل لغة وصور وأفلام ولا يرضع مواليده لأنه لا يريد أن يتعلقوا به أكثر من مدة ومضة في موسيقا الوجود الملتبس .
غيرتني شبكة الإنترنت، غيرتني جعلتني بطلا في معارك استعرتها أنا، واستعرت موضوع الصراع مع أعداء استعرتهم أيضا، الى جانب حلفاء مفترضين، وانتصرت بهم على عدوي المستعار وعليهم.
ثم جلست للإحتفال بتتويجي ملكا جالسا على كرسي التحكم ويدي على سلاحي الإستراتيجي "الفأرة" أمام شاشة الصراع.
غيرتني الشبكة جعلتني أصحو من عز نومي كي أتفقد المرسلين الغامضين الى المرسل اليه … أنا .
أكتشف ان الرسالة (فايروس) فأركض الى حقيبة المضادات ، وادخل في معركة حامية الوطيس على ساحة لوحة التحكم، ولا أنام الا منتصرا على اللامرئي في معركة يحاول فيها كعادته دوما أن ينتهك حق أجنحتي في استشاق الهواء خارج قضبان مقصه ومجهره ولائحة المباضع في غرفة عملياته.
بالتأكيد لن أوضح من أعنيه بوصف (اللامرئي) لكنني أكتفي بتوكيد أنه يعرف ذاته , كما أعرف ذاتي , وكما يعرف كلانا المسافة الأبدية التي ينبغي أن تفصلنا ، وهي ذات المسافة التي يستنسخها المجاز بحساب ال (؟سنتمتر) بين القمة والقاع, كما آمل أن بكون يأسه من تقليص نلك المسافة قد وصل الى مداه .
من المؤكد أنني ارتكبت أخطاء عديدة كانت نتيجتها أنني خسرت حاسوبي القديم من فرط ما التقط من فايروسات وديدان وبرامج تجسس ، وأفترض أن حاسوبي الجديد لم يسلم منها، لكنني على كل حال أسلم بوجود عدد لا يمكنني التنبؤ به من الشركاء الغامضين وغير المرئيين يتابعون ما أقوم به على الشبكة (العنكزجاجية) حرفا بحرف.
ما علينا، ها أنا ذا وجها لوجه مع التجربة التي اخترت تصنيفاتها كما ترون أعزائي القراء المجهولين والغامضين.

التصنيف الأول أشعار والذي سأضمنه تدريجيا بما كتبته من قصائد منذ نهايات ثمانينات القرن الماضي وأغلبها لم ينشر ، وبتعبير أدق ضلت قصائي طريقها للنشر لأنها جاهلة بتضاريس الصحف، ولم تملك في أي وقت خارطة لتحليل شبكات الطرق التي تفضي الى الملاحق الثقافية. ومتى كان ينبغي للقصيدة أن تستجدي الدليل الذي يقودها عبر الطرق المتعرجة كي تفلت من الرقابة كما يفعل تجار المخدرات؟
ما علينا ، المهم سأسعى قريبا لإضافة وسم باسم أشعار الخالدين أضمنه ما استطعت تلك القصائد التي استحق كتابها صفة الخلود في عوالم الشعر ومدراته اللامتناهية.

التصنيف الثاني قصص قصيرة. وهي مجرد قصص لا أكثر ولا أقل.

التصنيف الثالث حوارات وآراء نقدية وهو تصنيف سأنشر من خلاله تباعا ما أتاحت لي التجربة اجراءه من حوارت مع فنانين ومثقفين ولإن كنت فهمت حتى الآن أن الحوار يميل لأن يشكل رأيا ثالثا ،في النهاية، لكنني بصراحة ما زلت لم أعرف بعد ما هو النقد.

التصنيف الرابع: مقالات وهو يشتمل على ما أجدني مضطرا للكتابة فيه من مستجدات.

التصنيف الخامس: رسوم كاريكاتور وآمل أن يزودني عدد من الأصدقاء الرسامين بما يكفي من اسهاماتهم لتغذيته . خصوصا أولئلك الذين يرون الكون بشكل أعوج وخطوط منحرفة… كما هو.

التصنيف السادس: صورة وتعليق ولأن الصورة لم تكن في أي وقت عين الكاميرا بل رؤية المصور فإن التعليق كذلك على نحو ما . التعليق رؤية الكاتب للصورة.

التصنيف السابع: حقوق وهو كما يدلل اسمه البسيط تصنيف سيشتمل على القضايا والمواضيع التي أرى ويرى المشتركون أنها تعبر عن حقوقهم المتحصلة أو المنتهكة بأوسع معاني الكلمة وأكثرها تركيبا ، ولإن كان مدلول الكلمة للوهلة الأولى يبدو غريبا على المدونة لكنني أراه روحها وخلاصة رسالتها.

وأخيرا ها أنا ذا أبدأ التجربة ،وسأبذل ما بوسعي في تغذية هذه المدونة محاولا منعها من البدانة لا لأنني أفكر في مدونة فريدة بل لأنني بحاجة لأن أتنفس.

محمد أبو رحمة
moh.aburah@gmail.com
moh.aburahmah@yahoo.com

منشور on 2009/01/22 at 11:31  14 تعليق  

The URI to TrackBack this entry is: https://mohammadaburahmah.wordpress.com/about/trackback/

RSS feed for comments on this post.

14 تعليقأضف تعليق

  1. i must be the first one who tell youe mabrook

  2. ماذا ستنير ؟
    اذن لا بد ان تنفذ من عتمة النهار الى فضاء الليل لتنير هذا الجميل مأوى العشاق والمستضعفين وام المقاتلين .
    اذا لا بد ان نتفذ …. اذا لا بد ان تنفذ لتفلت من نهار ما هو الا اله التجار والسماسره لتبدأ من جديد فأرجوك …ارجوك ابدأ من جديد.

  3. تهانينا وانا اشعر بوجود قوة تعبيرية قوية لديك وافكار نيرة الاخرين بحاجة للاطلاع عليها.والاستفادة منها،وقد عرفت لاحقا انك تتقن كتابة الشعر ،فلما تحبس تلك الموهبة بين اوراقك؟اتعلم ان من لديه علم يحاسب عليه من الخالق،انت لاتستطيع ان تكتب عن نفسك .ولكن نحن نعرف انك من الشباب اللي تعتز بهم الامة سير والله معك ونحن بعدين نقول لك بالتوفيق ان شاء الله

  4. أبو رحمة!
    اللعين في شرق الأنبياء
    هاقد بدأت تفترض نفسك في معارك الديجتال
    اعرنا الكثر من النزف ليس هنا بل وهناك أيضا..هذا الشرق المؤمن يحتاج كثيرا من الكفار حتى ينجلي الخيط الابيض عن الاسود

  5. طبعا ابو رحمة مش غريبة على شخص مشلك واكيد صفحة مش راح تكفي عشان نعبر عنك بتمنالك كل التوفيق

  6. الحيرة والتفكير والتفكير بتعليق على ما قرأته هذا كل حصل معي بعد انتهائي من القرائة أأكتب تهنئة أم أكتب تبريك لكنني أقول لك اننا جاهزون لنكون احد جنود المعركة التي ستنتهي مع عدوا سينتهي سواء كان خلف شاشة مربعة أم كان في ساحات الوغى

  7. تحياتي و اشواقي
    هذه ليست كلمات مباركة بقدر ما هي كلمات عتاب —-لطالما التقينا على احد الساحات وخضنا معارك الكترونية على جبهة واحدة –معارك دفاعا عن الحق وفي سبيل الحقيقة —لطالما جمعنا دفئ الصداقة على المسنجر —لطالما عبرت لك عن اعجابي الشديد بقلمك —

    اما بعد يا صديقي آمل آن ترى رسالتي أن تعلمني
    وفي الختام سلام

    • العزيز فرعون ..
      ليس مثلي من ينسى صديقا بروعتك .. أو يتجاهله .. لكنها ظروفي التي قلبت الأمور رأسا على عقب وبت أجد صعوبة حتى في زيارة مقهى انترنت..
      على بالي دوما صديقي العزيز أنت والجميع..
      وأرجوك انقل لهم تحياتي وبلغهم سلامي
      سأتواصل معك وأرجو أن يكون قريبا
      مودتي
      محمد

  8. كلما لمعت النجوم بالسماء تزداد بريقا عيناك

    • بريق من يقرأني بكل هذا العمق أيضا … لأستلهم من رماله البعيدة…
      شكرا (رملة)

  9. اتمنى لك التوفق والف مبروك تعريفك عن نفسك اكثر من رائع
    وللمعلومه التعليق رقم 1 يقول لك مبروك بس بالانجليزي

    • سلمت عماد … ولكم اضحكتني بصدق ترجمتك للتعليق الأول … على كل شكرا لمرورك… مودتي

  10. مرحبا ابو مصطفى … ولا اقول دجاج العبدلية ….!!
    لأني هيك مسجلك على تلفوني….!!!؟؟
    بكم كيلو الدجاج اليوم …..!!!
    لاتقول ….الجمعة الماضية كان بدينارين وعشرة قروش …؟؟؟؟
    عند المافيات الموجودة عندنا

  11. تحياتي أبا رحمة ، لا زال في قلمك مداد ، هنيئا لك الرباط


أضف تعليق