ما نسي المعسكر

قليل من صهيل السيف
يكنّس ما تكاثر من غبار
ودرب طافح بالصيف
الى ما يجعل الرعيان ينهمكون في حد السفوح
وسنسلة مبعثرة أنا
وعصفور تكاثر في مرايا الطيف
له ملل الظهيرة في ذبول الورد
أو سرو الجنود الراحلين وما تكاثر بعدهم
من سلسبيل الصبح والناي الزلال
ولي حجل السنابل يستحم بما تشاء له الظهيرة من ظلال
وأنثى قادمة
دواليها مبعثرة على قوسين من جنح النهار
وقلبي ينسكب
يهيّء ما تنقط ساعداها من شموس
على ظلال تنسحب
وما نسي المعسكر من سنابل تنحني
قدام ساقيك المطرزتين
بالورد المؤجل في رخام يضطرب
تأخر ما يجب
سوى رجل كخيط الصخر مرسوما أنا
وهمهمة الصغار تعيد تسريح الكروم الى إناث في نوايا الناي
ينقرن الغواية في هديلي للبراري المجفلة
تأهب قطة للوثب بعضي
وبعضي حية جاثمة
تطل وتحتجب
وأنثاي ما رأت بعضي الأفعى فمرت جانبي
هي لم تقل شيئا
وظلت تقترب

(جميع الحقوق لا يمكن حفظها)

moh.aburah@gmail.com

أول القتلى وآخر من يموت

إلى محمود درويش
محمد أبو رحمة
هل بوسع اللغات حفا أن تفسر اللغة؟
كل شيء ممكن في تخوم الأبجدية
إلا أنت …
إلا حرفك الممتد “منذ رسائل المصري قي الوادي الى أشلاء طفل في شاتيلا”.
لكن المستحيل يكمن في السبب
ذات قصيدة في الشهيد هجوت هواة الرثاء ؟؟؟ قبل أن يمد ظلاله الى قمح يتخلق في خلودك
وقبل أن ينتهي المدار في أقاصي حدودك
لأن الموت أميّ
لا يزرع ولا يحصد
والموت سحري
لا يروي ولا يسرد
والموت خرافة لم نعرف بعد أي مجذف خطها كالخربشات فوق أشجار النسب
الا القصيدة
جين الخلود كأنها
وكأنها دوران جناح الخلق في كينونة الألوان
كأنها … وكأنها
نثر قمح الأبجدية في حقول الموج منذ بداية الأوان
الى نهاية الأزمان
كأنها …
وكأنها بريد آلهة الينابيع في ألأعشاش منذ أن
“مشت الخيول على العصافير الصغيرة” الى أن مشت القصائد في جنازات الدواوين كي تشيع كل مدارس الأدب
الى المثوى الأخير
لم تترجمك حقا مراكز اللغات
ولا تعرفنا عليك في ملامح الصنم
ولا زار الموت جناح طائر الفينيق في متحف الأبدية
ربما
وربما لم يعرف قبل حبرك شيئا عن تحول الرماد من كينونة العدم …
الى صيرورة الكلام في شكل لحم وفي شكل دم.

“سجل أنا عربي”
وسجل أنا أبدي
ولا تذهب لأمي بأخبار موتي
لأنها “تحن” الى قهوة الكلمات في
ولانها
تشعل النار كي تعد خبز الأبجدية لي
وتسحبني من حليب ذاكرتي إلي
فانقذيني أمي من نزعة تنتابني لأسير وحدي
ومن أنثى تظهر مثل نيزك وتختفي في أعالي الشجر
ومن نديم لا يحفظ السر
حين تنتاب نديمه رغبات شرب النبيذ من فم لوحة رسمتها شهوات المطر

* * *
من قال أن مزاج العصر سيحتمل شقاوة طفل واحد لا كف عن اقتراف الحنين؟
ولا كف عن طرح الأسئلة؟
على سبيل الجواب؟
– هل كان أول قاتل قابيل يعرف أن نوم أخيه موت؟
– أجل كان يعرف لأنه يعرف كيف يجيب على سؤال “هل كانت امرأة يغطيها قميص التوت أول خارطة”؟
لكن ما لم يكن يعرفه أنه لم يعرف الأسماء بعد ولا اللغة وإلا كيف ارتضى أن يكون تلميذ الغراب؟
بيد أن شقاوة الأسئلة اتسعت
لم تنتبه لمعنى المسافة بين مدافن الحكام وقبور الشعراء في مجد الكلام
لا يتجاوران في حياة ولا موت
فاذهب الى كروم الأسئلة ” عم تبحث ؟؟؟ وما ذا تريد؟ هل تفقس الأوراق دوريا وتغزل سنبلة؟
لآنك صرت الآن أقرب كي تجيب على سؤالك:
ماذا يصنعُ
الماضي بأيَّامِ امرئ القيس المُوَزَّعِ
بين قافيةٍ وقَيْصَرَ؟
* * *

كائنا ترسمه مخيلة الرواة كفعلهم بالأساطير
واتسعت بيننا دوائر الداخلين في تعريف “العابرين في كلام عابر”
وأدهشنا اكتشافنا انهم يحلمون بالإستيطان مستقبلا في كلامك؟
فاطلق سراح غربتهم من أرض قصيدتك كي يعبروا؟
وانثرهم عن قميص شعرك كما نثر الأجداد عوالق الشعير عن عباءات البداية واستراحوا في الحكاية ؟
تقول أول الحكاية: لا نعرف لنا آخرا سوى ما تعده االأمهات للأطفال في حقائب المدارس
تقول المدارس ما يعده الأعداء من خطط لتحويل القديم الى حداثي ودارس
ولو بارجاع الخيول الى برية من ناطحات السحاب قبل اختفاء قماش التوت من دور الأزياء واختراع الملابس
تقول ناطحات السحاب للسحاب, حكمة الشعراء في المشرق ودلالة اكتشاف العجلات من جديد خارج تحفة البابلي .. وما بين الرافدين من نميمة موثقة في مسلة ترصد الحياة في كواليس المجالس
لن نعثر على راوية واحد يعترف بسطحية الدائرة بين كل أشكال الهندسة
لو كانت الطرق دائرية لما وصل أحد الى أحد
ولو كان الأفق دائريا لالتفت العصافير على أذيالها
ولو كان حق المشرد في حقه دائريا لصرنا نحن العابرين
أما ما عثر عليه شاعر من ينابيع في أبجدية الصحراء
فله أن يشيد منه ما يريد من أبراج؟
لإدهاش المثقفين بأقدمية اللغة على بناتها في الحديقة
وأن يعد ما يشاء من أدراج
كي تصعد به الى نوافذ العشيقة
وأن يدخل ما شاء من جدل مع النقاد حول المتنبي
وحول ارتفاع الظل في ليل الزنازين الشقيقة؟
كي أتوق الى”
ثوب الفتاة التي رافقتني سدى
الى شرفات القطار وقالت:
(أبي لا يحبك أمي تحبك… فاحذر سدوم غدا
ولا تنتظرني صباح الخميس
أنا لا أحب الكثافة حين تخبئ في جلدها حركات المعاني فتتركني جسدا
يتذكر غاباته وحده)

***

حاضرا ثابتا في صباحات الناس على الأرصفة
وضابط ايقاع حسهم بالقصيدة
بضعة جمل وقعت على تراب ذاكرة جماعية بامتداد ظلها كما يقع القمح من يد فلاح قديم
” أرى ما أريد” قلت: فانتبهنا أن بوسعنا نحن أيضا أن لا نرى ما لا نريد
“لا تعتذر عما فعلت” قلت: فسحبنا كل ما أسفنا عليه من هزائم وبدأنا من جديد.
“أنا لا أحبك كم أحبك” قلت فالقت حبيباتنا كل رسائلنا القديمة في وجوهنا وأقمن في التردد
“على هذه الأرض ما يستحق الحياة” قلت
فانتبهنا لكل ما عليها ويستحق الموت

أوراق سجين (الكفة الثالثة)

3407548676_f31966db07

محمد أبو رحمة

يسمونها القيد
على معصم النزيل
ضيقة كأنها صممت لأقدام نهر مستحيل
واسعة أكثر من صدر العدل
ومن ملف بديل
***
نظرت في وجه الحارس
لا بحب ولا بكره
كل ما في الأمر أنه
توقع أن أرجوه فك قيدي
وخيبت ظنه
***
أجّل القاضي البت في الموضوع
ثم أطال توقيفي على ذمة الصدف
بعد اختفاء اضبارة القضية
في ظروف غامضة
فقلت:
على ما في الملف
من أخطاء مطبعية
وزيادة وحذف
وشطب وكشط ثم دوران ولف
فلربما فرّ الملف
من وجه العدالة
***
في المقابر تعتقد
أن كل الناس ماتوا
وفي السجن تحسب أنهم
عادوا إلى الحياة

***

كل الهواتف في شبابيك الزيارة
تعمل
بكفاءة واقتدار
لا بد أن العطل
في حناجر الزوار

***
3247267403_535c26e8b6
سألني هل تنوي خطف طائرة؟؟
وكنت مكبلا إلى الخلف
وعلى عيني عصبة سوداء
جالسا في حلق باب
بعد أن جاؤوا (بها) كي تؤكد هويتي
فقلت:
لم أعرف ما يطير في زمنك
سوى الذباب
***
أول الأمر ظننت أنهم
سيجلسونني في المقعد الخلفي
كمتهم في قضية عابثة
لكنهم حين أوصلوني الى
المبنى الذي رسموا على جبينه
ميزانا بكفتين
تحمله امرأة معصوبة العينين
نزلت من الصندوق الخلفي
للسيارة اللاهثة
مكبلا
على جبيني سواد الإطار الإحتياط
واقفا بكل أبهتي
في الكفة الثالثة
***
على شباك مهجعي تعيش حمامة
بيضاء
حقيقة لا خيالا
وحين تغسل النجوم عشها
ويحضنها القمر
تصير حلما أو محالا
آنذاك انتبهت
أن أغلب النزلاء
كانوا ضحايا
لأحلام النساء

(جميع الحقوق لا يمكن حفظها),

صور

صور

محمد أبو رحمة
3/ 6 / 1997
عندمَا مَشَيتِ في الممرّ
واثقةً وشَفّافَةً
لم أكنْ بعدُ قد عَرَفْتُكِ
ولا كنتُ انتبهتُ بعد
للنظرةِ التي تتأمّلينَ بها الكونَ عبْرَ النافذةِ
عاديةً كنتِ
عاديةً جِدّا
لكنْ لماذا عنَدما رأيتُكِ مرةً
تَقصّدتُ أن أراكِ دائما؟
* * *
أرتبكُ كما لو أنّنيْ عَلِقْتُ في أشْواكِ ورْدَةٍ
حين أنسَى الأوراقَ التي تزاحِمُني على المَكتَبِ
وأفكّرُ فيكِ
***
حين يمْلؤنِي المَلَلُ
ويصْلُبُني على رَتَابَةِ المَكَاتِبْ
وأحلمُ أن أَرى الطّبِيعَةَ العَذْرَاءَ
والبَحْرَ والمَرَاكِبَ
أختلقُ سَبباً لكي أرَاكِ
***
يغْرَقُ النّاسُ في كآبَتِهمْ على الطّوابِيرِ الطّويْلَةِ
في مجمّعِ الحَافِلاتِ
ولاستِلامِ الطّحِينِ والعَدَسِ وآخِرِ المُسَاعَدَاتِ
أنَا وحْدي سَعِيدٌ
وحْدِي بعد لحْظَةٍ سَأراكِ
***
عَلَى فِكْرة
أجْمَلُ من ظِلّ الشّمْعَةِ في المِرْآة
ظِلّ الشّمْعة في عَيْنَيكِ
***
حيْنَ أوصَلتْكِ الحَافِلَةُ
كُنتِ تَحْتَمينَ بيَاقَةِ مِعْطَفِكْ
من نَفحَةِ ريْحٍ بَارِدةٍ
كان القَمَرُ يدْهَنُ الأغْصَانَ العَارِيَةَ
بفضّتِه المُضِيئَةِ
قَبلَ أن يَذُوبَ وَرَاءَ الغَيمِ الشّفِيفِ
سوى أنّ الحَافلةَ مَشَتْ دونَ أنْ تَنْظُري إليّ
ما زِلْتُ لا أعْرِفُكِ
ما زلتُ أجْهَلُ نِصْفَ غُموضِكِ
***
إنْ كانْ بِوسْعِي
أنْ أرِى الأشْيَاءَ في عَيْنَيكِ
تَحُومُ كَمَا تَتَحَرّك الأسْمَاكُ في حَوْضِ الزّجَاجِ
إذنْ مَا قِيْمَةُ القِنَاعِ يا صَدِيْقَتي؟
***
عِنَدَمَا دُرْتِ حَوْلَ نَفْسِكِ
وسَألْتِنِي كَيْفَ تَرَانِيْ ؟
كُنْتُ أعْرِفُ أنّهُ فُسْتْاَنُ أُخْتِكِ
وأنّكِ اسْتَعَرْتِهِ
لمْ أعْجَبْ بِذَاكَ
ولا قُلْتُ ذلِكْ
أَرَدْتُ أنْ أَقُولَ
كَمْ أنتِ رائِعةٌ بِذَاتِكْ
***
نَقْتَرِبْ دُوْنَ أنْ نُحِسْ منْ نِهَايَةِ اللّقَاءِ
أشَدّ ما يَسْتَفِزّنِيْ
مَقْعَدُك وهْوَ فَارِغْ
***
اليومَ
في المَطْعَمِ الهَادِئْ
وبعدَ لحْظَةٍ مِنْ ذَهَابِكِ
حطّ عُصْفُورٌ على الشّبّاكِ
رَأيْتُ رِيشَهُ
حَرَكَاتِ ذَيْلِهِ
وفِنْجَانِ قَهْوَتِكْ على زُجَاجِ النّافِذَةِ
كَمْ اشْتَقْتُ لكِ
كمْ لا أُطِيْقُ نَفْسِي في غِيَاِبكْ
***
رَذَاذُ المَطَرِ يَتَصَاعَدُ أَمَامَ الزّجَاجِ
أفكّرُ أنّكِ الآنَ نائِمَةٌ
يمْكِنُنيْ أنْ أتَخَيّلَكِ تَمَامَا
غَاضِبَةً فِي سَريْركْ كَمَا تَتَهَرّبِيْنَ مِنْ حِوَار
أسْمَعُ أنْفَاسَكِ المُتَطَاوِلَة وهْيَ تَضْغَطُ على أَعْصَابِ الّليْلِ
لا تَرَيْنَ الضّبَابَ في الخَارِجِ
ولا الشّارِعَ الخَالِي
يسْتَحِمّ بالضّوءِ والرّذَاذِ
لا تَرَيْنَ عَالَمِي
***
معَ أنّ غِطَائِيْ سَمِيْكٌ
والمِدْفَأةُ تَعْمَلُ
تَعْمَلُ دونَ تَوقّفٍ
لكنّنِي …
بَردَانْ
***
يُسَلّمَنِي الهُدوءُ للنّوْم
يا للرّوعَةِ ربّمَا نَسْتَكْمِلُ الحِوَار
***
قلتِ ليْ
– لا تأتِ أنتَ ولنْ أرْجِعْ أنَا
وقلتُ لكِ:
– اتّفَقْنَا
إذنْ لِمَاذَا نَسِيْتِ حَقيْبَتكْ بِجَانِبِ الطّاوِلَةِ؟
ولِمَاذَا عِنْدَمَا قُلْتِ انْتَهَى الوَقْتُ
تَبَاطَأْتِ حتى مَرّتِ الحَافِلَةُ؟
ولم تَأْخُذِي الصّوَرْ
صورَةٌ لعَيْنَيكِ تُقاوِمَانِ الرّيحَ
في حِوَارٍ مَعي تَحْتَ المَطَرْ
وصورَةٌ لأسْلُوبِ يَدَيكِ في العَبَثِ السّرِيعِ
على الرّصِيفِ بأوْرَاقِ الشّجَرْ
وصورَةٌ ،غَيْرُ واضِحَةٍ،وَأنْت تُشْعِليْنَ النّارَ
على بَحْرٍ يَفِرّ وغَيْمَةٍ تَمْحُو قَمَرْ
وصورَةٌ لِي وَأنَا أمَثّلُ أنّيْ أكْرَهِك
أرَدْتِ يَوْمَهَا أنْ تَرَيْ
“لوْ كانَ ما بيْنَنَا عَدَاوَةٌ لا حُبْ”
وهَا أَنَا ذَا بَعْدَ كلّ هَذي السّنِيْن
ما زِلْتٌ أسِيْرَ صُوْرَتِي
ما زِلْتُ لَسْتُ أعْرِفُ كَيْفَ أكْرَهُ من أُحِبْ
***
كُنْتُ أبْحَثُ عَنْ مَفَاتِيْحِ بَيْتي فِي جُيوْبِ مِعْطَفِي
عِنْدَمَا انْتَبَهْتُ أنّنَا
سنَفْتَرِقْ
***
إنْ كُنْتُ لمْ أعْتدْ أنْ أوَاجِهَ مَأْزِقَ الثّلْجِ وحْدِي
هَل بوُسعِيْ أنْ أجْعَلَ الصّيْفَ أبَدِيّا
وعِنْدَمَا يَمْحُو المَطَرُ مَلامِحَ المَدَىْ
على أيّ كَفّيْنِ من ضَوءٍ سَأطْويْ رَاحَتَيّ ؟
***
كُلّمَا عُدْتُ لِغُرفَتِيْ تِلكَ الّتِي
تَرَكْتِ عَلى نَوَفِذِهَا زُجَاجَا من جَلِيْدٍ
وَوَرْدَةً تَمُطّ قَامَتَهَا وتَنْظُرُ للدّاخِلِ
أرَاكِ في مَجَاهِلِ الشّتَاءِ
عَمِيقَةً كَنَجْمَةٍ
شَفّافَةً كَالزّجَاجِ
موْغِلَةً في أقَاصِي الغِيَابِ

طيور المراكب

طيور المراكب

محمد أبو رحمة

ماذا سَيَبْقَى من ظِلالْكَ يا فَتَى

ان كنتَ في كَفٍ تُوازِنُ خَيمَةً

والكَفّةُ الأُخْرىْ تَشُدّكَ للرّحيلِِ

لِتَطِيْرَ ثانِيةً كعُصفُورٍ غَريْبَ الوَجْهِ

مسْحُوبا على صَدْرِ التّلالِ السّابِحَاتِ الى المَدَى

والأفْقُ منْفَاكَ الجَميلُ

تَمشِي وتَزْرَعُ في فَراغِِ الجَيبِ أيٍْدي لاجِئٍ

بيْضَاءَ مَا مَسَحَتْ غُبارَ الّليْلِ

عنْ وجْهِ عَمِيلْ

***

وَيَكُونُ أنْ نَمِشي مَعَا

نَمْشي وَكُل في بَلدْ

وأَنَا أرَانِي في حَوالَي قَلبكَ المَخَذولِ

أرْحَلُ هكذا حتى الأَبَدْ

***

” إنْ كَنتَ وُلِدتَ أشْيَبَا تُرِى ما لَوْنُ قَلبكَ الآن بعد كلّ هذا الحِصَارِ”

ويَكُونُ أن ألقَاكَ تَرسُمُ “أزْكَا دِنْيا” حَوَلهَا سُورٌ

تُلوّنُهُ بزَقْزَقَةٍ تَنِزُّ من النّوافِذِ

قُرْب دَالِيَة دَنَتْ

ومَدَاكَ طَاوِلَةُ التّفَاوُضِ

لدْغَةُ الحسُّونِ, نَرجِسَةُ الغُبَارِِ

دَمَامِلُ الشّمسِ الكَفِيْفَةِ

رقْصَةُ الأشْلاءِ في عُرْسِ العَنَاكِبِ

مِخْلَبُ الدّفْلَىْ

فَحِيْحُ النّايِ

أمْطِارُ المَوَاتْ

***
أتُراكَ تَذْكُرُ كَيْفَ ذَوّبنْا بأحْدَاقِ السّنَابِلِ هَمْسَ رُوحَيْنَا

فلمْلمْنَا الشّذَى – لمْ أدْرِ – أم قَطْرِ النّدَى قُبَلا

وزَوّجْنا عَصَافيْرِ المَرَاكِبِ للنّبَاتِ

***
لمْ نقْتَرفْ شَيئا سِوى أنّا

وُلِدْنَا هكّذا من غَيْر قَصْدٍ في الشّتَاتْ

4/كانون الأول/1993